[center]
حضيت المرأة التونسية على خلاف العديد من النساء العربيات المسلمات بجملة من الحقوق والصلحيات التي خوّلت لها النفاذ إلى عديد الميادين والقطاعات بكل ثقة وجرأة.
فالمرأة التونسية نشطة في كافة القطاعات مثلها مثل الرجل جانبا إلى حين فهي فلاّحة ومسؤولية ومربّية وإدارية وسياسية وتاجرة وطبيبة و عاملة متواضعة بأجر زهيد قد لا يقبله الرجل أحيانا.
فالبيوت التونسية عموما وعلى كامل تراب الجمهورية لا تكاد تخلو من أم أو أخت عاملة أو كليهما، وهي مسألة ايجابية جدّا لما فيها من تكريس لحق المرأة في فرض ذاتها وصقل مواهبها وإبراز كفاءاتها، إضافة إلى المساهمة في مزيد تدعيم الوضع الاقتصادي للعائلة وتوفير ظروف حياة كريمة للأبناء ماديا ودفع عجلة الاقتصاد عموما في دولة آمنة بحق المرأة في العمل وشجّعتها على ذلك.
هذا الوجه المشرق لعمل المرأة التونسية والدرب السلس الذي ترسمه عبارات الإكبار والإطراء لتشجيع المرأة في المضيّ قدما نحو التميّز والتفرّد لا يكاد يخفى جانبا آخر قائما نسي أو وقع تناسيه ولم تطأه عدسات الإعلام كي لا تخدش الصورة البرّاقة لعمل المرأة التونسية التي رسمت على أنها درب مورد حقا لكنّ لم يذكر أنه محفوف بالأشواك.
دعنا ننطلق من مثال المرأة التونسية العاملة في إدارة أو طبيبة أو مربية، وهي شريحة اجتماعية ذات دخل جيّد وذات مستوى ثقافي متميّز مقارنة بفيئات اجتماعية أخرى.
هذا الصنف من النساء العاملات مثلا يعاني من نوعية مشاكل معيّنة تختلف عن مشاكل الأخريات العاملات في قطاعات أخرى هامشية فتربية الأطفال والعناية بهم من أبرز المشاكل، فالطفل ومنذ سنواته الأولى يسلّم للحضانة ولا يرى والديه إلاّ بضع ساعات في اليوم إلى حدّ قد يصل به إلى تساوي حضور أو غياب والديه عن ناظريه وتعلقه بالمرتبة في المحصنة وهنا يمكن أن نستحضر حالات عديدة لأطفال يدخلون في نوبات عصبية هستيرية ومرضية في فترات العطل والأعياد عندما يضطر آباؤهم للاحتفاظ بهم في هذه المناسبات في البيت بعيدا عن المربية أو الحاضنة، وهو ما يؤدي إلى فتور العلاقة العاطفية بين الأم وطفلها.
إضافة لذلك تبقى نقطة الإرهاق والإجهاد الذي تعاني منه المرأة عموما والمرأة التونسية خصوصا التي قبلت تحدي العمل وقطعت فيه أشواطا مشرفة، لكن تبقى الضريبة قاسية، الفيصل في هذه المسألة، فتعب المرأة في عملها والتزاماتها في الشغل في النهار وأحيانا في الليل إذا كانت طبيبة أو صحفية حيث أن نداء الواجب يجعلها مجندة لعملها ويكلفها طاقات جسدية جمة، هذا التعب يجعلها غير قادرة على الالتزام بواجباتها في بيتها على أكمل وجه حتى وان اجتهدت لتغطية هذا النقص بالاستعانة بمعينة منزلية أو طلب مساعدة أمها أحيانا فالإشكال يضلّ قائما ويشحن بيتها بسحابة من التوتر والقلق.
وهنا تطفو على سطح العائلة مشاكل عدم الانسجام والتفاهم والوفاق الأسري والتي قد تكون من تداعياتها الخيانة الزوجية والتفكك العائلي وحتى الطلاق وهي ظاهرة مستفحلة في تونس.
وهنا تظلّ المرأة المثقفة متمزقة بين نداء واجبها كعنصر فاعل في المجتمع متحمسة بما اكتسبته من رصيد معرفي وثقافي، وبين واقعها الأسري الذي قلما تنجح أم في الظفر بحلّ سليم يمكنها من معادلة الكفة بين عملها وبيتها وهذا ممكن اذا كان زوجها متفهما مقدرا لما تبذله من جهد مؤمنا بحقها في أن تكون أمّا ناجحة وعاملة مبدعة في مجال اختصاصها.
هذا المشاكل قد نسجت أيضا على وضع المرأة التونسية العاملة في قطاعات هامشية أو بالأحرى في قطاعات تتقاضى فيها أجرا زهيدا يتراوح بين تسعين والمائة دينار في الشهر وهو أجر غالبا ما يرفضه الرجل التونسي وتقبله شريحة متواضعة من النساء التونسيات العاملات مثال في مجال التنظيف في الإدارات الخاصة.
مشاكل البيت والأطفال والفقر والخصاصة إضافة إلى ظروف عمل مضنية قوامها الاستغلال وطول ساعات العمل وحتى وان كانت الساعات محدودة فإنها تقسم على حصص صباحية باكرة وأخرى مسائية وهو ما يكلف هؤلاء النسوة دفعا مضاعفا لمعلوم النقل العمومي وتعب إضافي هن في غنى عنه.
إضافة لذلك قد يكون هذا العمل محدود الدخل بوابة بلاء لفتح مشاكل أخرى مثل التحرش الجنسي في العمل وغيره وهي ظروف قاسية تضاعف من مأساة هؤلاء النسوة اللاتي قست عليهن الظروف الاجتماعية فكان العمل أكثر قسوة وأشدّ وطأة.
المرأة التونسية عنصر فاعل ومنتج مشرف، وعد بالنضال واثبات الذات فوفى، لكن أشواك طريق التحدي تستنزف قوى هذا القطب وتهدر طاقات عدد هام منه، فهل من مستأصل لها![/center]
حضيت المرأة التونسية على خلاف العديد من النساء العربيات المسلمات بجملة من الحقوق والصلحيات التي خوّلت لها النفاذ إلى عديد الميادين والقطاعات بكل ثقة وجرأة.
فالمرأة التونسية نشطة في كافة القطاعات مثلها مثل الرجل جانبا إلى حين فهي فلاّحة ومسؤولية ومربّية وإدارية وسياسية وتاجرة وطبيبة و عاملة متواضعة بأجر زهيد قد لا يقبله الرجل أحيانا.
فالبيوت التونسية عموما وعلى كامل تراب الجمهورية لا تكاد تخلو من أم أو أخت عاملة أو كليهما، وهي مسألة ايجابية جدّا لما فيها من تكريس لحق المرأة في فرض ذاتها وصقل مواهبها وإبراز كفاءاتها، إضافة إلى المساهمة في مزيد تدعيم الوضع الاقتصادي للعائلة وتوفير ظروف حياة كريمة للأبناء ماديا ودفع عجلة الاقتصاد عموما في دولة آمنة بحق المرأة في العمل وشجّعتها على ذلك.
هذا الوجه المشرق لعمل المرأة التونسية والدرب السلس الذي ترسمه عبارات الإكبار والإطراء لتشجيع المرأة في المضيّ قدما نحو التميّز والتفرّد لا يكاد يخفى جانبا آخر قائما نسي أو وقع تناسيه ولم تطأه عدسات الإعلام كي لا تخدش الصورة البرّاقة لعمل المرأة التونسية التي رسمت على أنها درب مورد حقا لكنّ لم يذكر أنه محفوف بالأشواك.
دعنا ننطلق من مثال المرأة التونسية العاملة في إدارة أو طبيبة أو مربية، وهي شريحة اجتماعية ذات دخل جيّد وذات مستوى ثقافي متميّز مقارنة بفيئات اجتماعية أخرى.
هذا الصنف من النساء العاملات مثلا يعاني من نوعية مشاكل معيّنة تختلف عن مشاكل الأخريات العاملات في قطاعات أخرى هامشية فتربية الأطفال والعناية بهم من أبرز المشاكل، فالطفل ومنذ سنواته الأولى يسلّم للحضانة ولا يرى والديه إلاّ بضع ساعات في اليوم إلى حدّ قد يصل به إلى تساوي حضور أو غياب والديه عن ناظريه وتعلقه بالمرتبة في المحصنة وهنا يمكن أن نستحضر حالات عديدة لأطفال يدخلون في نوبات عصبية هستيرية ومرضية في فترات العطل والأعياد عندما يضطر آباؤهم للاحتفاظ بهم في هذه المناسبات في البيت بعيدا عن المربية أو الحاضنة، وهو ما يؤدي إلى فتور العلاقة العاطفية بين الأم وطفلها.
إضافة لذلك تبقى نقطة الإرهاق والإجهاد الذي تعاني منه المرأة عموما والمرأة التونسية خصوصا التي قبلت تحدي العمل وقطعت فيه أشواطا مشرفة، لكن تبقى الضريبة قاسية، الفيصل في هذه المسألة، فتعب المرأة في عملها والتزاماتها في الشغل في النهار وأحيانا في الليل إذا كانت طبيبة أو صحفية حيث أن نداء الواجب يجعلها مجندة لعملها ويكلفها طاقات جسدية جمة، هذا التعب يجعلها غير قادرة على الالتزام بواجباتها في بيتها على أكمل وجه حتى وان اجتهدت لتغطية هذا النقص بالاستعانة بمعينة منزلية أو طلب مساعدة أمها أحيانا فالإشكال يضلّ قائما ويشحن بيتها بسحابة من التوتر والقلق.
وهنا تطفو على سطح العائلة مشاكل عدم الانسجام والتفاهم والوفاق الأسري والتي قد تكون من تداعياتها الخيانة الزوجية والتفكك العائلي وحتى الطلاق وهي ظاهرة مستفحلة في تونس.
وهنا تظلّ المرأة المثقفة متمزقة بين نداء واجبها كعنصر فاعل في المجتمع متحمسة بما اكتسبته من رصيد معرفي وثقافي، وبين واقعها الأسري الذي قلما تنجح أم في الظفر بحلّ سليم يمكنها من معادلة الكفة بين عملها وبيتها وهذا ممكن اذا كان زوجها متفهما مقدرا لما تبذله من جهد مؤمنا بحقها في أن تكون أمّا ناجحة وعاملة مبدعة في مجال اختصاصها.
هذا المشاكل قد نسجت أيضا على وضع المرأة التونسية العاملة في قطاعات هامشية أو بالأحرى في قطاعات تتقاضى فيها أجرا زهيدا يتراوح بين تسعين والمائة دينار في الشهر وهو أجر غالبا ما يرفضه الرجل التونسي وتقبله شريحة متواضعة من النساء التونسيات العاملات مثال في مجال التنظيف في الإدارات الخاصة.
مشاكل البيت والأطفال والفقر والخصاصة إضافة إلى ظروف عمل مضنية قوامها الاستغلال وطول ساعات العمل وحتى وان كانت الساعات محدودة فإنها تقسم على حصص صباحية باكرة وأخرى مسائية وهو ما يكلف هؤلاء النسوة دفعا مضاعفا لمعلوم النقل العمومي وتعب إضافي هن في غنى عنه.
إضافة لذلك قد يكون هذا العمل محدود الدخل بوابة بلاء لفتح مشاكل أخرى مثل التحرش الجنسي في العمل وغيره وهي ظروف قاسية تضاعف من مأساة هؤلاء النسوة اللاتي قست عليهن الظروف الاجتماعية فكان العمل أكثر قسوة وأشدّ وطأة.
المرأة التونسية عنصر فاعل ومنتج مشرف، وعد بالنضال واثبات الذات فوفى، لكن أشواك طريق التحدي تستنزف قوى هذا القطب وتهدر طاقات عدد هام منه، فهل من مستأصل لها![/center]
الأربعاء يونيو 03, 2009 4:35 pm من طرف RanimTounsi
» الخشوع فى الصلاة
الأربعاء يونيو 03, 2009 11:35 am من طرف RanimTounsi
» طرا ئف الشارع التونسي
الأربعاء يونيو 03, 2009 10:39 am من طرف RanimTounsi
» نصيحة اليوم 03/06/2009
الأربعاء يونيو 03, 2009 10:26 am من طرف RanimTounsi
» ازياء
الثلاثاء يونيو 02, 2009 11:10 pm من طرف miss sa7liya
» الغيبة
الثلاثاء يونيو 02, 2009 5:24 pm من طرف RanimTounsi
» تذكر قبل أن تعصي:
الثلاثاء يونيو 02, 2009 5:18 pm من طرف RanimTounsi
» اذا سالت فاسال الله
الثلاثاء يونيو 02, 2009 5:09 pm من طرف RanimTounsi
» Des robes pour vous les femmes
الثلاثاء يونيو 02, 2009 5:02 pm من طرف miss sa7liya